إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 2 يوليو 2011

قصيدة " رسالة حب "



                     




  رسالة حب



عندما كنت صغيراً
سكني بيتٌ من الطينِ
وطيورُ الأثل ِهمّي

دخَلَ البيتَ أبي
يصرخُ باسمي

وأنا أسمع ُفي كلِّ جدارٍ
صوت َشتمي

لم أرغ ْمنه يمينا ًأو شمالا
فأبي عندما يغضبُ
لا أحملُ جسمي
.........
.........



قال: ما أنت وسلمى؟!
.........
                        
                         قلت : لم أفعلْ لها شيئاً
فقد كان شجارا
قال : لم تفعلْ وهذا خَطُّك السيئُ
يدعوها جهارا
بكلامٍ ومواعيدَ وهيا لصعودِ  النخل
أو نحمل ُللسطحِ ثمارا
.........

فقط لا تتكلمْ
ذق ْإلى أن تتعلمْ


.........
.........

وأنا أقسمُ أنَّي لا أعود ُ
وأبي يقسمُ أنّي صرتُ عارا
قال لي : قلْ لا أعودُ الحُبَّ .. قلْ
قلتها .. ثمَّ استدارا

.........
.........

بينما
نظرةُ أمّي
أوقفتْ
دورةَ همّي
........
........

ثم قالتْ:
يا بني
عُدْ إلى الحُبّ مرارا
عُدْ إلى الحُبّ ولا تخشَ الكبارا
فالذي أشبعك اليوم َشجارا
كان لا يخشى أباه
عندما كناّ صغارا....!

                                           صالح جزاء الحربي





قراءات :

 

ودائماً تحضرنا ذكرى أولّ رسالة
وتدوي في آذاننا ما لذّ وطاب
من الكلام الذي لم نعرف معناه
إلاّ بعد رحلة من السنين
وما تزال ماثلة أمامنا
تلك الرّهبة من كلمات الحبّ الورقيّة
والتي نذكرها الآن بابتسامة شوقٍ
لاستعادة الماضي بكلّ ما فيه
وبكلّ ما ذقناه أخي صالح....

ولم نتعلّم .

 

 

                            منيرة ربيع    سوريا

 

 

يا لها من رسالة كانت لهاعواقب .

                                       ريما قاسم  الأردن

 

 

 

البساطة والانسيابية واقتناص الفكرة وبلورة القيمة المراد إظهارها والرافعة الدرامية

كلها على مايبدو تنبئ عن خصوصية لا تخفي نفسها.

للغة والشعر طاقات لا نهائية ، وها أنت تستثمر على الضفة الأخرى بعيدا عن تفكيك اللغة

وبعيدا عن الحداثة وماوراءها .

الجمالية هي : إن الأمومة بكل ماتملك من طاقة الحب ، هي التي دافعت عنه ، بالطبع

صالح من صنع هذه التوليفة .

هذا الربط المدهش بين القيميتين ، وبهذه الكيفية ، وبهذه العناصر الفنية التي ذكرناها

بداية ، تجعلنا نقول : من الغريب أن تمر كل هذه الشهور دون ينتبه شعراء فضاءات لهذه

الإبداعات البراقة.               مخلص ونوس     سوريا- سلمية

 

 

نماذج لم نرها منذ زمن
سهل وصولها
سهل حفظها
مع عدم الإستهانة بفنيتها العالية.

محمد عزوز

 

عُدْ إلى الحُبّ مرارا
عُدْ إلى الحُبّ ولا تخشَ الكبارا
فالذي أشبعك اليوم َشجارا
كان لا يخشى أباه
عندما كناّ صغارا....!

 

وأنت تقرأ هاته القصيدة تحس بموسيقاها الهادئة تنساب بين أنفاسها فتوقظك وترمي بخيالك إلى زمن صباك كيفما كانت آناتك وبيئة نشأتك، تعيد القراءة فتحس فعلا بالطفل بين أحرف لغتها وبعذوبة السرد بين أنامل صورها الجميلة. طفل، الأب، الأم، الأخت، ابنة الجيران كلها شخوص تلاحق الزمن وتلاعب أوتار اللغة ببساطة طفولية معجمها، وتجمع كقارئ بين الموسيقى واللغة والحدث والمقاطع والحكي....إلخ فتجد نفسك منقاد إلى ورطة الابتسام مما حدث للطفل في مواجهة والده.
تختلف الأجيال، فتختلف قاعدة مرجعيتها في فهم واستيعاب التمثلات، وبالتالي يكون تصور الوالد لوضعية الإبن مختلفا عن تصور الإبن لسلوكات ناتجة عن فهمه المغاير للأشياء. لكن تدخل الوالدة يأتي ليعطي انزياحا آخر لما جال ويجول وما تردده ألسننا ونحن صغار سرا وجهارا، لأن الأم لم تنطق عن هوى بل أنطقتها معرفتها وتجربتها وإن كان الأب يبدو ممثلا بارعا في رمي ما كان يقوم به في مثل سن الطفل، هي القصيدة وحدها أثبتت أحقية أن ترفرف بنا أخي صالح إلى عالم من التموجات الهائمة على واقع العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة باعتبار الأجيال التي ينتمي إليها كل فرد، لكن وأنا أعيد القراءة لمرة ثالثة فإن الخيال ذهب بي مذهب الجنوح إلى تصور أكبر من مجرد أجيال بل وجدت نفسي أحاكم العقليات وتمظهراتها في سلوكاتنا اليومية.
كثير من الأشياء أوحت بها قصيدتك ولها فعلا تداعيات جميلة لكن التعليق مباشرة على هذا النص يبرحني تأنيبا لأني أكيد مهما كتبت فلن تكون كتابتي سوى انطباع أولي.
محبتي

 

                                           أحمد الرجواني المغرب



قصيدة بسيطة في أسلوبها
عالية بفنيات الشعر
لذيذة بخفة روحها
وأخيرا هي قصيدة ليست سهلة
وبلا فبركة ولا استعلاء ولا فلسفة ولا حشو ولا تكلف ولا صنعة
وهذا هو ماجعلني أتفق بأنها (رسالة حب) بوصولها مباشرة للقلب .


                             عبد الله المرواني  السعودية

 

 

بديع أن أدخل هنا لأجد قصيدة تمنحني ما أريده من التنوع في الأساليب والقضايا، وهو بديع لتنوع لم يكن ليوجد لولا أنني هنا برحابة شعر بديع لشاعر شاب يعود ليؤكد أنه بموهبته يرقى ليبقى في فضاء التميز، وكما ذكر عبدول فإني أتفق معه بالرأي أنها قصيدة بسيطة أسلوبيا وغنية فنيا وهذا ما جعلها توجد التنوع الذي أقصده بعد أن خرجت من فضاء قصيدة يتعامل شاعرها مع اللامباشرة ويتعمق عبر الإيحاء والرمز وهي قصيدة ( العصافير) لزميلنا الجديد المبدع عماد قطري,
والتنوع في الشعر أساليب وقضايا هو ما يعزز رؤيتي أو رأيي بأن الشعراء حقا كالصقور التي تطير فرادى..

 ذقْ إلى أن تتعلمْ
وأظنك قد تعلمت جميلا بذوق ما تريد، وليس بذوق ما يُفرض ذوقه

من جماليات هذا النص العذب هو خفة الدم في بعض الصياغات والاستخدامات
وبدون تقصد أو تعمد الاستظراف جاءت طرافته بلا نشاز بمعالجات ذكية،
وقد لاح لي من ورائها ظلال نقد ساخر بدون الذهاب مباشرة لإدانة القمع الأبوي،
وبذلك فقد وجدت اللا مباشرة في النص لكن بحدود ما استدعته قضيته وبلا إفراط.
ها أنت تضيف لأسمك ما يجعل شخصيتك الشعرية تتجه لإستقلال بهي..


                                                محمد صلاح الحربي

 

ثم قالتْ:
يا بني
عُدْ إلى الحُبّ مرارا
عُدْ إلى الحُبّ ولا تخشَ الكبارا
فالذي أشبعك اليوم َشجارا
كان لا يخشى أباه
عندما كناّ صغارا....!

صالح جزاء الحربي



قَدّ وَضْعت لنْفَّسَي كُرْسِيّ لأحَرَسَ هَذَا آلَمَقْطَع الضَوْء الشاق لعَتَمَة نَوّافٍذ الخَوَّفَ آلَمَغَلَقة آلَمَتْرأَكَمَة
حَقِيقَة نَصَّك كآنَ يِنُّمُوّ ويِنُّمُوّ و ، ويشَعَل الحَنِيِنّ .

                                             عالية الهاشم المغرب

 

 

ما أجمل هذه القصيدة التي أظنّ أنّ أغلبنا عاش فصولها وواكب أحداثها وذاق مرارة ألمها..عندما كنّا صغارا..وينسى الآباء أنّ التاريخ يعيد نفسه وأنّ الحياة يجب أن تستمر..ما أعذبه درسا أنعشنا بقصيدة فريدة من نوعها..

                                 عواطف كريمي   تونس

 


كلام رائع وقمة في الصدق
وتجلت فيه روعة ماكتبت
وأجمل مافيه جمع الخيوط وعدم البعد عن الهدف .

 

                                             سمير العباس  حمص

 

 ..رمزية وتحمل الكثير من الأبعاد و الكثير من الدلالات ...
هو خوف الآباء على أبنائهم : يدفعهم إلى العنف أحيانا ...
كي لا يكرر أبناؤهم ما وقعوا هم فيه من مزالق سابقا ...

 

                                              فضيلة زياية  الجزائر

 

 

ما أجمل الحب البريء وهو يحاصر ويحارب!!

هي التجربة الألى يبقى لها ألقها وصداها في القلب .

                                                        هناء زايد

 

 

 


من شابه أباه فما ظلم يا صالح


                                  عبد الله عبيد الشدوي  السعودية

 

والله خاتمة جميلة.. لشعر عفويٍ رائع.  

 

                                             عبد الله بيلا

 

 

اعتقد منحى النص أتى قصصيا وصفيا
ربما احتواه الأدب أكثر عبر قصة أو اقصوصة .

                                                 ابراهيم سعيد الحاف

 

 

               قراءة أولى أمتعتني كثيرا .ثمة شيء يجعلني أعود. هل للذات المنكسرة في المجتمع الأبيسي فعل ؟ هل لخروج المرأة في شخص الأم ثورة راقدة ؟ هل لتشابه المرجعيات ما يوحد الفهم لظواهر اجتماعية تؤرخ للمرحلة التاريخية ؟ هل تداخل الأصوات عبر حوارية القول الشعري ما يدل على صراع الأجيال والأفكار؟ هل بساطة اللغة تدل على الإحساس الوديع ، الآتي من سكونية الموروث القيمي حين يمتثل الطفل لوالده في أمر المواقف الوجدانية ؟
شيء ما يجذبني إليه ثنائيات :الحب /اللاحب - المرأة / الرجل - الطفل / الراشد - الصمت / الجهار -.... أي هذه الثنائيات يشكل بؤرة البنيان ؟ لتغدو القصيدة وجها آخر ، لشاعرنا أن يفخر به ....أمتعتني.

                                           إدريس زايدي   المغرب


 

كعادتك يا صالح
تعيدني إلى أزمان الحب النقي
تعتصر الذاكرة لنشرب رحيق العفاف
لزمان كنا فيه رجال وأبائنا أرجل منا
شظف العيش ببيوت الطين هي ملح الحياة وسكرها
اباء يغرسون فينا القيم وأمهات يعلمون أننا سنفي بوعودنا
لكن أين سلمى وبيوت الطين والأثل الحاضن للعصافير والمواعيد الصافية التي لا تتعدى تسلق نخلة مثمرة لإهداء رطب للحبيبة ؟
أين هي يا صالح الآن ؟!!

احمد زين  السعودية







الله .. احببت النهاية كثيراً
وكأننا جميعا في ذات الحلقة ندور..
أولان


وتدور وتدور السنون,

ستقولها يوما لابنك

وفي جوفك عشق قديم..

معالي





صَورتها بـِ أجمل صورة حتى أني رأيت منزل الطين وسطحه.

هدوء




لها مسحة رومانسية صادقة.

محمد عبد الحليم عبد الله  مصر




نصيحتي ...
خذ بحكمة والدتك.

ثناء البيطار حيدر  سوريا





أهلا بالإستاذ صالح
قصائدك القهوة ورسالة حب
عندما تقرأها تشعر انها "عائلية "
بها ألفة ومحبة وحوار شيّق بينك وبين الوالد

لكن في قصيدتك رسالة حب
كان للوالدة حضور أجمل
فهي أدرى بالسر وبالعشق
فقد كشفت سر أبيك !!
ومن يستطيع منّا أن يتوب عن الحب
لا احد ......
رسالتك بسيطة وعميقة ..

أبو وائل   السعودية




تسترسل ذاكرتي في عرض تفاصيل صغيرة, لذيذة في طفولتي عند قرآئتي لهذا النص ~

داليا الشريف




نسجتَ هنداما عصريا وسكبت لنا فكرة معتقة
وأصبتَ تمام المعنى بأقل لفظ وأوجز عبارة.

عبد العزيز الشمري





أضحكتني حتّى اغرورقت عيناي.

الهديل  فلسطين





شكراً لكل هذا الجمال والطمأنينة .

فارس الهاشمي



يطغى السردُ هنا على كلِّ شيءٍ سواه , بيد أنّه لذيذٌ حين يكونُ حنيناً إلى الزمن ..
أحمد التيهاني






-الحب .. نمارسه و نحرّمه .
حنين الروح للماضي .
-
ذكريات التهور الجميلة .
فلسفتُ نصكَ هذا ، فرأيت حكايا الزمن الطيني ، و نخيله ، و نسيم الليل ، و عطر الذكرى في جريد النخل ..لله أنت كيف تكتب في نصك آلاف الحكايا ، و تفلسف دورة الزمن ما بين العاشق القديم الذي يحرّم ما كان يمارسه .
ضوء



فكرة النص جميلة جدا...جدا...وقد أرجعتني لقصتي مع سوسن ...لكن بدون ذق هذه ..فأبي لم يكن يؤمن بالضرب ..ولا باللعن...كان يكتفي ..بالهجر...وما كان أصعب من هجره سوى صمته...ونسيانه لي ...كنت أبحث عن الحجج التي يمكنني من خلالها سحب انتباهه...كنت أحلم لو انه يلتفت ..فقط يلتفت الي ..لو نظرة من عينيه يمنحها لي ولو شذرا...لكنه كان يجيد إشعاري بأنه قد نسيني تماما...حتى لأقترب من لعن حاسة الحب هه التي بسببها ..صار أبي يأتي البيت ويسعد بسيره ومناغاته ودلاله جميع أخوتي ...ويتركني هكذا وحيدا...لكنه ما أن ينظر الى إبهامي وقد وضعته في فمي وأخذت أمصه مثلما يفعل الرضيع بثدي أمه...حتى يغمز لأمي ...بأن تصنع حيلة ما ..فأقترف في إثرها صوتا ما ...فينطق بكلمته الأولى...ويزهر العالم كان حينها جميعا في روحي...



محمد خير الحلبي  سوريا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق